موقف الإمام أحمد بن نصر الخزاعي من السلطة العباسية في عهد الخليفة الواثق ( 228هـ ـــ231هـ/843م- 846) The position of Imam Ahmad bin Nasr Al-Khuzai on the Abbasid Authority during the Period of Caliph Al-Wathiq (843-846) Dr. Ali Musaed Ahmed Qayed Al-Huwaidi
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
يرمي هذا البحث إلى دراسة موقف أحمد بن نصر الخزاعي(ت:231هـ/846م) من السلطة العباسية في عهد الواثق(228هـ- 231هـ/843م- 847م)، وبيان العوامل المؤثرة في بناء شخصيته وفكره، الذي جعله يسلك طريق التغيير.
ومن ثم كانت هذه الدراسة توضح جوانب شخصيته، وجهوده في مواجهة الاستبداد السياسي والانحراف العقدي الذي يتغوَّل عن طريق القوة السلطوية، بِدأً من تشكيله جماعة للحسبة في فترة الفراغ السياسي الناجم عن الصراع بين المأمون وأخيه الأمين بقصد التصدَّي للدُّعار والسرَّاق إلى أنَّ تطورت في عهد الواثق بتحولها إلى تنظيم سياسي وفكري، يهدف إلى إنكار المنكرات الفكرية والسياسية، من خلال تغيير نظام الحكم الراعي لتلك المنكرات، وما آلت إليه حركته التغييرية، وقد قُسِّم البحث إلى مبحثين المبحث الأول: عوامل بناء فكر أحمد بن نصر الخزاعي وشخصيته، إذ تطرق للعوامل الاجتماعية، والثقافية، والسياسية التي صاغت فكره، وكونت شخصيته، فيما تناول المبحث الثاني: موقف أحمد بن نصر من سلطة الواثق، وما قام به من معارضة للسلطة، وتأسيسه لحركة معارضة تحمل ذلك الفكر.
وقد أوصلتنا الدراسة إلى عدة استنتاجات أهمها: أنَّ الفكر التغييري لأحمد بن نصر صاغته الظروف السياسية والاجتماعية التي سادت المجتمع منذ بداية القرن الثالث .كما أنَّ ارتكاز الفكر السياسي على الثوابت الدينية يعزز من القناعات لدى المتطلعين للتغيير والمنتمين إليه، الأمر الذي يؤدَّي إلى إحداث التغيير الحقيقي في المجتمع، إذ ماترادف العمل الحسبوي مع المنطلقات الشرعية الصحيحة.